السرقة، وهي تصرف غير أخلاقي وغير قانوني، يمكن أن تحدث في جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال. رغم أن السرقة قد تبدو سلوكاً بسيطاً أو حتى طبيعياً في بعض الأوقات خلال مرحلة الطفولة، إلا أنها قد تكون مؤشراً على مشاكل أعمق إذا تكررت أو استمرت حتى سن البلوغ.
في هذا المقال، سنناقش بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى السرقة عند الأطفال، بما في ذلك الرغبة في التملك، الرغبة في الانتقام، التقليد، الرغبة في لفت الانتباه، الشعور بالحرمان، العقاب الشديد، والشعور بالإهمال.
ومن خلال فهم هذه الأسباب، نأمل أن نتمكن من تقديم بعض الحلول لمساعدة الأطفال على التعامل مع هذه المشاعر والسلوكيات بطرق أكثر صحة وملاءمة.
أود أن أشدد في البداية على أهمية الانتباه الوالدين لأطفالهم وتخصيص الوقت الكافي لهم. نحن نعي جيداً أن المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقكم تجاه أطفالكم، والمشاعر العميقة التي تكنونها لهم، ولكن من الضروري أن نراقب سلوك أطفالنا.
بداية، نطرح السؤال بشكل مباشر: لماذا يسرق طفلي؟ ما الذي يدفع طفلاً لسرقة والده أو والدته أو أصدقائه في المدرسة أو السوبر ماركت أو أي شخص آخر؟ ما الذي يدفعه للتصرف بهذه الطريقة؟
أولا، من العمر الثالث حتى الخامس، يتوجب على الأب والأم تعليم أطفالهم ما هو الحلال والحرام وما هي الملكية الخاصة. يعني أن اللعبة ملك لك، إذا أردت مشاركتها مع أصدقائك فذلك جيد، وإن لم ترغب، فهذا حقك لأنها ملكك. يجب أيضًا تعليم الطفل ما هي ملكية الآخرين. يمكن أن نعلم الطفل كيف يتحكم في رغباته وأن ليس كل شيء يرغب فيه يجب أن يكون متاحًا، وأن ليس كل ما يريده سيتحقق، وأن كل شيء يأتي في وقته. نزرع كل هذه القيم في الطفل منذ الصغر. نعلمه معنى الملكية الخاصة واحترام ملكية الآخرين، ونبين له أن أخذ شيء من شخص
آخر بدون إذن هو سلوك غير قبول وأن الله لن يكون سعيدًا بهذا السلوك ولن يحبنا عندما نتصرف بهذه الطريقة.
ثانيا، الأمر الأهم، بعد السادسة من العمر، نبدأ في محاسبة الطفل على سلوكه. ولكن قبل ذلك، يتعين علينا فهم الأسباب التي دفعت الطفل للسرقة. في الواقع، هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الطفل للسرقة في سن صغيرة.
من الضروري فهم هذه الأسباب والعمل على معالجتها، لأنها تحدد بشكل كبير الطريقة التي سنتعامل بها مع هذا السلوك. العمل على توجيه الطفل وتعليمه الأخلاق والقيم الصحيحة من الصغر يمكن أن يساعد كثيرًا في تجنب هذا النوع من السلوكيات غير المقبولة.
7 أسباب للسرقة عند الاطفال تعرف عليها واحميه الان
1- الرغبة في الامتلاك: إذا تعود الطفل على أن كل شيء متاح له، وأن طلباته تُنفذ دائمًا، فقد يتصرف بمفرده عندما يُرفض طلبه. قد يأخذ شيئًا من المتجر ببساطة لأنه تعود على ذلك، وأصبح لديه رغبة شديدة في الامتلاك.
2- الانتقام: في بعض الأحيان، قد يستخدم الطفل السرقة كوسيلة للانتقام من والديه أو أصدقائه. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يشعر بالأذى من والده، قد يسرق أمواله كوسيلة للانتقام وإحداث الأذى لوالده.
3- التقليد: الطفل قد يسرق كنوع من التقليد، إذا رأى شخصًا من عائلته يفعل ذلك، أو إذا شاهد في الرسوم المتحركة شخصية تسرق وهي تبدو محبوبة وجذابة.
4- جذب الانتباه: بعض الأطفال قد يرغبون في جذب انتباه أهلهم إذا لم يشعروا بالاهتمام الكافي منهم، وقد يستخدمون السرقة كوسيلة لذلك.
5- الحرمان أو الشعور بالنقص: هذا الشعور قد يدفع الطفل لمحاولة تعويض ما يشعر به من نقص، بسرقة الأشياء التي يحتاجها. لذا، يجب على الوالدين الاهتمام بالاحتياجات الخاصة بأطفالهم، وخاصة إذا كان الطفل يذهب إلى مدرسة متقدمة، فإنه لا يجب أن يحرم من الأشياء التي يحتاجها لكي يشعر بالتقبل بين أصدقائه.
6-العقاب الشديد: العقاب القاسي من الوالدين قد يدفع الطفل للقيام بأي سلوك يسمح له بتفريغ طاقة الغضب التي يشعر بها، وقد يسرق. لذا، يجب أن نكون حذرين ونعرف كيف نعاقب أطفالنا بدون عنف أو شدة، لأن هذا قد يؤدي إلى سلوكيات سلبية لدى الأطفال.
7-الشعور بالإهمال: إذا شعر الطفل بالنقص في الاهتمام والحنان والرعاية من والديه، قد يقوم بالسرقة. أو إذا كان الوالدين يهتمان بشقيقه ولا يهتمان به، يعني عدم المساواة بين الأبناء قد يخلق فجوة بين الإخوة. لذلك، يجب أن يكون هناك رعاية وحنان واهتمام بأطفالنا مهما كانت مسؤوليات الحياة كثيرة. تذكروا أن أطفالكم هم ثروتكم الحقيقية في الحياة ورعايتهم وتربيتهم هي الأولوية الأولى لإنتاج أجيال صحية نفسيا ومستعدة للحياة.
اسباب تدفع طفلك للسرقة تعرف عليها واحميه الان| فيديو يوتيوب
"النزاهة والأمانة هما أساس بناء الثقة والاحترام بين الناس؛ فلنعمل على تعليم أطفالنا قيمة الصداقة الحقيقية وتقدير ممتلكات الآخرين."
في الختام، يجب أن نتذكر أن الأطفال يتعلمون من خلال التجربة والتقليد. يمكن أن تكون السرقة طريقة للتعبير عن مجموعة متنوعة من المشاعر والمشكلات، ولكن بالتوجيه الصحيح، يمكن تعليم الأطفال القيم الأخلاقية الصحيحة والتعامل مع المشاعر الصعبة بطرق أكثر إيجابية. الهدف ليس فقط تصحيح السلوك الغير مقبول، ولكن أيضا فهم العوامل التي تؤدي إلى هذا السلوك.
عند فهم أسباب سلوك السرقة، يمكن للآباء والمعلمين توفير الدعم الذي يحتاجه الأطفال لتعلم الاحترام للآخرين وقيمة الأمانة. في النهاية، يتعلم الأطفال الأخلاقيات والقيم من الكبار في حياتهم، لذلك نحن مسؤولون عن توفير النموذج الأمثل للسلوك الأخلاقي
ستجدون في الجزء الثاني من هذه السلسلة كيفية علاج السرقة عند الاطفال؟، بالإضافة إلى الأسباب التي طرحناها اليوم. إن شاء الله سنقدم لكم
