كيفية صياغة مشكلة البحث العلمي؟ |
الشعور بالمشكلة:
أولى خطوات أي بحث علمي هي الشعور بالمشكلة واختيار الموضوع. يجد العديد من الباحثين، خاصةً المبتدئين، صعوبة في هذه المرحلة. لنستعرض الأسباب وراء هذا التحدي.عند التفكير في بدء بحث علمي، يكون أول التحديات اختيار الموضوع المناسب، وهو أمر ليس بالبساطة التي قد يتوقعها البعض. اختيار الموضوع أو المشكلة يتطلب فهمًا عميقًا للمجال المعني وإدراكًا للقضايا والتحديات الرئيسية التي يواجهها.
الصعوبات التي يواجهها الباحثون المبتدئون غالبًا ما تأتي من عدم الوضوح في شروط وإجراءات اختيار الموضوع، مما يعني أن الباحث قد لا يعرف من أين يبدأ أو كيف يحدد الموضوع الذي يتوافق مع اهتماماته وتخصصه.
ثمة تحدٍ آخر يتمثل في محدودية المعرفة. الباحث المبتدئ قد لا يمتلك فهمًا كافيًا للمجال الذي يرغب في استكشافه. قد يكون ملمًا بالأساسيات، لكنه قد يفتقر إلى الفهم العميق للمشكلات المعقدة والتحديات الفعلية في هذا المجال.
لكن، لا داعي للقلق. هذه التحديات هي جزء طبيعي من عملية التعلم. الخطوة الأولى للتغلب على هذه الصعوبات تكمن في البحث والقراءة الموسعة في مجال تخصصكم. كلما زادت معرفتكم وفهمكم للمجال، ستتمكنون بشكل أفضل من تحديد مشكلة بحثية محددة وذات أهمية.
أن اختيار الموضوع هو الأساس الذي سيقود بحثكم. اختيار الموضوع المناسب يمثل بداية قوية لرحلتكم في عالم البحث العلمي.
مفهوم مشكلة البحث العلمي:
نستكشف مفهوم "المشكلة" في البحث العلمي، وهو أمر أساسي لكل باحث يسعى لإجراء دراسة علمية ناجحة.لنبدأ بتعريف مشكلة البحث العلمي:
المشكلة في البحث العلمي تُعبر عن تساؤلات محددة، سواء كانت على شكل جمل استفهامية أو خبرية. هذه التساؤلات تهدف إلى فهم وتفسير العلاقة بين متغيرات متنوعة في مجال محدد. بكلمات أخرى، المشكلة هي السؤال الرئيسي أو مجموعة الأسئلة التي يسعى البحث للإجابة عليها.لنأخذ مثالًا: لنفترض أننا نريد فهم تأثير التغذية الصحية على أداء الطلاب في المدرسة. في هذا السياق، "التغذية الصحية" و"أداء الطلاب" هما المتغيران الرئيسيان. ا
لمشكلة يمكن أن تُصاغ على شكل سؤال: "كيف تؤثر التغذية الصحية على الأداء الأكاديمي للطلاب؟"، وهو سؤال يعبر عن الغاية من الدراسة وهي فهم العلاقة بين هذين المتغيرين.
من الضروري أن تكون المشكلة واضحة ومحددة، إذ إنها توجه البحث، تحدد نوع البيانات المطلوبة، وكيفية تحليلها. هي بمثابة الخطوة الأولى نحو بحث علمي مثمر وذو مغزى
أهمية تحديد المشكلة بدقة، فهي تمثل الأساس لأي بحث علمي جيد وتعتبر البوصلة التي ترشد الباحثين خلال رحلتهم البحثية بأكملها.
من الضروري أن تكون المشكلة واضحة ومحددة، إذ إنها توجه البحث، تحدد نوع البيانات المطلوبة، وكيفية تحليلها. هي بمثابة الخطوة الأولى نحو بحث علمي مثمر وذو مغزى
أهمية تحديد المشكلة بدقة، فهي تمثل الأساس لأي بحث علمي جيد وتعتبر البوصلة التي ترشد الباحثين خلال رحلتهم البحثية بأكملها.
انواع المشكلات البحثية:
معرفة أنواع المشكلات في البحث العلمي، موضوع يساعد في فهم كيفية التعامل مع المشكلات ودراستها بشكل فعال. نستعرض هنا نوعين رئيسيين: المشكلات التقليدية والمشكلات الطارئة.أولاً، المشكلات التقليدية:
هذه المشكلات تتعلق بقضايا متجذرة في حياتنا اليومية ولها تأثير كبير على الانتظام الطبيعي لهذه الحياة. تكون هذه المشكلات معروفة وموجودة منذ فترة طويلة، وقد تشمل قضايا مثل التعليم، الصحة، الاقتصاد، أو البيئة.
على سبيل المثال، مشكلة تلوث الهواء في المدن الكبرى، والتي تؤثر على حياة السكان وموجودة منذ وقت طويل.
ثانيًا، المشكلات الطارئة:
هذه هي المشكلات التي تنشأ فجأة نتيجة لتغيرات ظرفية، سواء كانت داخلية أو خارجية. تنجم هذه المشكلات عادةً عن أحداث غير متوقعة أو تغييرات مفاجئة في المجتمع أو البيئة. مثل جائحة COVID-19، التي ظهرت بشكل مفاجئ وأثرت على جميع جوانب الحياة عالميًا.
فهم هذا التصنيف يساعد الباحثين في تحديد نقاط البداية لدراساتهم ويوجه المنهجية البحثية المناسبة. المشكلات التقليدية قد تحتاج إلى دراسة معمقة ومتابعة طويلة الأمد، بينما المشكلات الطارئة قد تتطلب تدخلًا سريعًا ومنهجيات مرنة لفهمها والتعامل معها.
من المهم الإشارة إلى أن تحديد نوع المشكلة يعد خطوة هامة في تحديد طريقة إجراء البحث وتوجيه الجهود البحثية بفعالية.
كيفية صياغة مشكلة البحث العلمي؟
صياغة مشكلة البحث بشكل واضح ودقيق هي خطوة أساسية في أي بحث علمي. هناك ثلاث طرق رئيسية لصياغة مشكلة البحث: على شكل سؤال، فرضية، أو جملة تقديرية. دعونا نستعرض كل طريقة مع بعض الأمثلة:1. الصياغة على شكل سؤال:
تعتمد هذه الطريقة على طرح سؤال محدد يهدف البحث إلى الإجابة عليه. مثل: "ما هي علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي؟"، حيث يحدد السؤال بوضوح ما يرغب الباحث في استكشافه وفهمه.
2. الصياغة على شكل فرضية:
هنا، يقدم الباحث توقعًا أو تخمينًا مبنيًا على معرفته الحالية، ويهدف البحث لاختبار صحة هذه الفرضية. مثال: "توجد علاقة بين الذكاء والتحصيل الدراسي."، حيث تشير الفرضية إلى وجود علاقة معينة يمكن قياسها واختبارها.
3. الصياغة على شكل جملة تقديرية:
تعبر هذه الصياغة عن هدف البحث بشكل عام دون تحديد سؤال محدد أو فرضية. مثل: "دراسة علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي."، حيث تعطي فكرة عامة عن موضوع البحث دون تحديد الاتجاه أو النتائج المتوقعة.
كل طريقة من هذه الطرق لها مزاياها وتستخدم بناءً على طبيعة البحث والأهداف المرجوة منه. اختيار الصياغة المناسبة يساعد في توجيه البحث وتحديد المنهجية والأساليب التي سيتم استخدامها للوصول إلى الإجابات أو النتائج.